أوضح أحد العاملين في قصر بسترس ان وزارة الخارجية شهت تنظيماً وانضباطاً مع تعيين قنصل لبنان العام في إسطنبول (في حينه) هاني شميطلي، أميناً عاماً لوزارة الخارجية والمغتربين، لافتا إلى ان "مشكلة شميطلي أنّه يذهب بعيداً في ممارسة الانضباط، إلى حدّ الكيدية".
ولفت المعترضون على أداء شميطلي إلى انه "يتصرّف كما لو أنّه يملك أجندة أكبر من الخارجية، ويطمح إلى تسلّم منصب الأمين العام لمجلس الوزراء. يريد أن يُثبت قدرته على السيطرة على الإدارات والملفات، حتى ولو كان أصغر سناً وأقلّ خبرة من الموجودين. علماً أنّنا احترمنا موقعه أميناً عاماً، ولم نُشعره مرّة بالفارق في الأقدمية، بل بادرنا باعتبارنا مديري أقسام إلى طمأنته، وإظهار كامل التعاون معه".
ولفتوا إلى "الكيدية في التعامل مع الدبلوماسيين حيث يرفض تحديد مواعيد للقاء عددٍ منهم، وعدم الردّ على المراسلات أو التأخر في بتّها، وتهميش المديرين العامين"، معتبرين ان "طريقة ضبط شميطلي للإدارة تُشبه طريقة عمل ناظر المدرسة، همّه الوحيد من يلتزم بالدوام ومن يتأخر، ولا يتوانى عن توجيه تنبيه أو تأنيب إلى من يُخالف مشيئته».
ولفتت المصادر ان "الاعتراضات لم تعد محصورة داخل أروقة الوزارة. رؤساء بعثات ودبلوماسيون في السفارات مُتضررون من إجراءات شميطلي، رفعوا أصواتهم اعتراضاً. قنصل لبنان العام في ريو دي جانيرو الدكتور أليخاندرو بيطار، والقنصل في برلين أحمد سويدان، قدّما شكوى أمام مجلس شورى الدولة، "فكان ردّ شميطلي بمنع الإجازات عنهما، حتّى الطبية". أما سفير لبنان لدى اليمن هادي جابر، فنقل اعتراضه مُباشرةً إلى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، "شاكياً الأمين العام الذي يمنعه من الالتحاق بمركز عمله، بحجة أنّ السلطات السعودية ترفض استقبال السفراء المُعينين في اليمن".